الحضارة اليابانية القديمة

 شهدت قارة آسيا في التاريخ القديم قيام حضارة يابانية عريقة ، كان لها تفاعلها الحضاري ، وتواصلها الثقافي ، وتبادلها المدني ، مع حضارات وثقافات ومدنيات العالم القديم ، وفي مقدمتها الحضارة العربية القديمة .

الموقع الجغرافي للحضارة اليابانية القديمة :

تقع اليابان في موقع بحري مطل على المحيط الهادي وقريب من الصين وكوريا وبقية بلدان آسيا الشرقية .
وقد كانت اليابان مرتبطة بالبر الآسيوي الشرقي ثم أصبحت في أوائل العصر الجيولوجي أرخبيلاً مكوناً من آلاف الجزر أبرزها أربع : هويتو ، وهنشواي ، وشيكوكو ، وكيوشو .
وعلى الرغم من أن موقع اليابان هذا يجعل من مناخها معتدلاً ، إلا أنها تشهد اصطرابات عنيفة في طبيعتها الجيولوجية بسبب تفجر البراكين والهزات الارضية والإعصارات السنوية التي تهدد حياة سكان اليابان من حين لآخر .

من أهم العوامل التي ساعدت على قيام الحضارة اليابانية القديمة :

ومن اهم العوامل التي ساعدت على قيام الحضارة اليابانية القديمة : موقعها البحري المطل على النحيط الهادي الذي ساعد على اتصالها بالحضارات الآسيوية القديمة ، ومناخها الصحو طوال فصوال السنة ، وغزارة أمطارها بسبب الرياح الموسمية ، وتحفز اهلها للاستجابة للتحديات الطبيعية ، وقربها من الحضارات الهندية القديمة ، والحضارات الصينية القديمة ، مما جعل من اليابان موطناً آخر لقيام حضارة آسيوية قديمة أخرى .



أهم المظاهر التي ادت إلى ازدهار الحضارة اليابانية القديمة :

المظاهر الدينية :

تقول الأساطير اليابانية إن الإمبرطورية اليابانية القديمة أسسها "جيموتينو" المنحدر من آلهة الشمس التي يعبدها اليابانيون القدماء ، وذلك عام 660 ق.م ، وقد كانو اليابانيون يتنقون عبادة الأسلاف وديانة "الشينتو" ، أي " طريق الآلهة " التي تعود إلأى عصور ما قبل التاريخ . 
وهي عقيدة إحيائية تذهب إلى الاعتقاد بأن الأنفس تتحول بعد الموت إلى أرواح تسكن أفضل أو أخطر الأماكن الطبيعية مثل الشلالات ومجاري الأنهار والأمواج العاصفة في المحيطات وفوهات البراكين .
وفي القرن السادس الميلادي تأثرت ديانة الشينتو بالديانة البوذية الهندية التي انتقلت إلى اليابان حوالي 552م عن طريق الصين ، التي نقلت إليها أيضاً العقيدة الكنفوشوسية الصينية . وبمرور الزمن عمل اليابانيين مفاهيمهم الخاصة عن الديانات التي نقلت إلى بلادهم .

المظاهر السياسية : 


في عهد الحكم المركزي الإمبراطوري أصبح الإمبراطور يحكم بالحق الإلهي نظراً لاعتقاده أنه من سلالة ألهة الشمنس ، وكان اليابانيون القدماء يعتقدون أنهم شعب متفوق لانحدارهم من الآلهة ، وأنه من المقدر للإمبراطور أن يحكم العالم كله ذات يوم . وفي مراجل تاريخهم أخرى اعتقدوا أن اليابان هي الأرض المقدسة وبلاد الآلهة التي اسسها الأجداد السماويون ومنحوها لنسلهم كي يحكموها إلى الأبد ، وأطلقو عليها أسم "بلاد الشمس المشرقة" أو البلاد التي تشرق منها الشمس ، لأنها في أقصى الشرق ، وقد لونت معتقداتهم هذه نظرتهم السياسية لبقية الأمم والشعوب طوال التاريخ .

المظاهر الاقتصادية :

الصيد : تخلى اليابانيون القدماء عن مساكنهم في الكهوق واستقروا في بيوت ذات أسطح بسيطة تحملها أعمدة مثبتة في الأرض منذ حوالي الألف الثامن قبل الميلاد ، وعاشوا على الصيد البري ، وصيد الأسماك ، واقتصاد جمع الطعام .
الزراعة : بدا اليابانيون القدماء بممارسة الزراعة حوالي القرن الثالث قبل الميلاد بعد انتقالها إليهم من الصين القديمة ، وقد استخدموا الأدوات المعدنية في الزراعة بعد دخولهم عصر الحديد في نفس القرن .
الصناعة : صنع اليابانيون القدماء الأواني الفخارية الملونة المعروفة باسم "جومون" كما صنعو الأدوات الخشبية كالمغارف والطارق والمحاريث والمدقات والدروع ، والسيوف والرماح البرونزية والمرايا والحلي والأقراط والأساور والتيجان والأحذية .

المظاهر العسكرية :

عرفت الحضارة اليابانية القديمة نظام الجيوش وقيادتها ، وكان للجيش قائد عام يسمى " الشوجان " وغالباً ما كان الإمبراطور يتلقب بهذا اللقب وقد اتسمت المظاهر العسكرية للحضارة اليابانية القديمة يشيوع قيم العقيدة الحربية المعروفة بـ " الساموراي " وتعني الجندي الذي يخدم رئيسه ويخلص له ولا يخشى الألم والموت ، بل يعتبر الموت هدفاً لوجودة في الحياة .
ومن الشعارات التي يتخدها الساموراي ، الشعار القائل : إذا كنت تفكر في إنقاذ نفسك فمن الأفضل أن لا تذهب إلى الحرب . كما كان لهم قوانين عسكرية تعرف بـ " قوانين المحارب " المبنية على احترام وإجلال الأجداد وطاعة الرؤساء والاستقامة والشجاعة وعدم الاستهانة بالأعداء والتمسك بالشرف ، ولذلك فقد كان الساموري الذي ينهزم في الحرب يفضل الانتحار بدلاً من ان يسجنه أو يقتله الأعداء .

إقرأ أيضا

الحضارة اليابانية القديمة
4/ 5
Oleh

شاركنا بتعليقك المميز فهو يشجعنا ويساعد على الاستمرار